رغم انتهاء حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو، باتفاق لوقف للنار، إلا أن الهجمات السيبرانية المتبادلة واسعة النطاق لا تزال مستمرة، إذ أبلغ مسؤولون إسرائيليون عن تلقيهم سيلاً من الرسائل النصية المشبوهة التي تحتوي على روابط خبيثة، فيما أبلغت طهران عن أكثر من 20 ألف هجوم سيبراني.
وتراوحت الهجمات الأخيرة بين سرقة منصة تداول عملات رقمية إيرانية وتصاعد رسائل التصيد الإلكتروني الموجهة التي تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، والتي اتهمت شركة الأمن السيبراني “تشيك بوينت” دبلوماسيين إيرانيين بـ”تنفيذها”، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقالت الشركة إنه منذ انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، حاولت جماعات متحالفة مع طهران استغلال ثغرة أمنية تم اكتشافها مؤخراً في اختراق عالمي لبرنامج خادم “مايكروسوفت” لمهاجمة شركات إسرائيلية.
وقال بوعز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة استخبارات التهديدات الإلكترونية الإسرائيلية “كلير سكاي”: “رغم وقف الحرب في العالم المادي، إلا أن الهجمات لم تتوقف في الساحة السيبرانية”.
وأضاف دوليف أن “جماعات مرتبطة بإيران نفذت بدورها هجمات اختراق ضد حوالي 50 شركة إسرائيلية، بالإضافة إلى نشر برمجيات خبيثة في محاولة لتدمير أنظمة الكمبيوتر الإسرائيلية”، وفق قوله.
وذكر دوليف أن الدفاعات السيبرانية للجيش الإسرائيلي “لم تُخترق”، لكن الشركات الصغيرة في سلاسل التوريد الخاصة بها، “كانت أهدافاً أسهل”. وشملت هذه الشركات مجموعات الخدمات اللوجستية والوقود، بالإضافة إلى شركات الموارد البشرية، حيث سرب المتسللون لاحقاً السير الذاتية لآلاف الإسرائيليين الذين عملوا في مجال الدفاع والأمن.
عمليات تجسس وحرق منصة تداول رقمية
وقالت الصحيفة إن الهجمات السيبرانية بين البلدين ليست أمراً جديداً، إذ يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تقف وراء فيروس “ستوكسنت” الذي دمر أجهزة الطرد المركزي في محطة “نطنز” الإيرانية للتخصيب عام 2010، ويُعتقد أن إيران، من جانبها، مسؤولة عن سلسلة من الهجمات التي استهدفت البنى التحتية للمياه في إسرائيل عام 2020.
وفي الإطار، قال ستار هاشمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، مؤخراً أن إيران “تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم سيبراني خلال الحرب”، وهي أوسع حملة من هذا النوع في تاريخ البلد.
ومن بين الهجمات، تلك التي عطّلت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، عندما بدأت الطائرات الإسرائيلية غاراتها الجوية في 13 يونيو، لكن الدور الأهم الذي لعبه العالم الرقمي في تحديد مسار الحرب، كما يقول محللون ومسؤولون إسرائيليون سابقون، كان حملة التجسس الإلكتروني التي سبقتها.